سورة القيامة - تفسير تفسير الألوسي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (القيامة)


        


{لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (16)}
{لاَ تُحَرّكْ بِهِ لِسَانَكَ} للنبي صلى الله عليه وسلم والضمير للقرآن لدلالة سياق الآية نحو {انا أنزلناه في ليلة القدر} [القدر: 1] أي لا تحرك بالقرآن لسانك عند إلقاء الوحي من قبل أن يقضى إليك وحيه {لِتَعْجَلَ بِهِ} أي لتأخذه على عجلة مخافة أي ينفلت منك على ما يقتضيه كلام الحبر وقيل لمزيد حبك له وحرصك على أداء الرسالة وروي عن الشعبي ولا ينافي ما ذكر والباء عليهما للتعدية.


{إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآَنَهُ (17)}
{إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ} في صدرك بحيث لا يذهب عليك شيء من معانيه {وَقُرْءانَهُ} أي إثبات قراءته في لسانك بحيث تقرأه متى شئت فالقرآن هنا وكذا فيما بعد مصدر كالرجحان عنى القراءة كما في قوله:
ضحوا باشمط عنوان السجود به *** يقطع الليل تسبيحًا وقرآنا
مضاف إلى المفعول وثم مضاف مقدر وقيل قرآنه أي تاليفه والمعنى ان علينا جمعه أي حفظه في حياتك وتأليفه على لسانك وقيل قرآنه تأليفه وجمعه على أنه مصدر قرأت أي جمعت ومنه قولهم للمرأة التي لم تلد ما قرأت سلى قط وقول عمرو بن كلثوم.
ذراعي بكرة أدماء بكر *** هجان اللون لم تقرأ جنينا
ويراد من جمعه الأول جمعه في نفسه ووجوده الخارجي ومن قرآنه بهذا المعنى جمعه في ذهنه صلى الله عليه وسلم وكلا القولين لا يخفى حالهما وان نسب الأول إلى مجاهد.


{فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآَنَهُ (18)}
{فَإِذَا قرأناه} أن اتممنا قراءته عليك بلسان جبريل عليه السلام المبلغ عنافا فالاسناد مجازي وفي ذلك مع اختيار نون العظمة مبالغة في إيجاب التأتي {فاتبع قُرْءانَهُ} فكن مقفيًا له لا مباريا وقيل أي فإذا قرأناه فاتبع بذهنك وفكرك قرآنه أي فاستمع وأنصت وصح هذا من رواية الشيخين وغيرهما عن ابن عباس وعنه أيضًا وعن قتادة والضحاك أي فاتبع في الأوامر والنواهي قرآنه وقيل اتبع قرآنه بالدرس على معنى كرره حتى يرسخ في ذهنك.

2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9